• السبت , 27 أبريل 2024

الخصوصية عند فيس بوك, في مهب الريح

عندما ننضم إلى شبكة إجتماعية جديدة على الإنترنت فأكثر ما يهمنا أمران: وجود أصدقائنا فيها و مقدار الخصوصية التي تتمتع به الخدمة, لذلك عندما بدأ موقع المشاركة الإجتماعي فيس بوك بالإنتشار شعر الجميع بالراحة لهذا الأمر, فأخيراً تحقق الأمر الأول الذي نتمناه, و هو إنتشار الخدمة, و أيضاً بالنسبة للخصوصية أيضاً لم نفكر فيها كثيراً لأن إعدادات الخصوصية كانت بسيطة و هي إما ملف شخصي عام بإمكان أي شخص مشاهدته أو خاص لا يمكن مشاهدته إلا من قبل أشخاص معينين أنت قمت بالموافقة عليهم مسبقاً.

و مع أن إنتشار الفيس بوك في آخر 3 سنوات قد يكون مخيفاً للخدمات المنافسة خاصة أنه أصبح الموقع الأكثر زيارة في الولايات المتحدة مؤخراً و ثاني موقع زيارة بعد جوجل عالمياً إلا انه لم يكن إلا بشارة خير للمستخدمين الذين فعلاً بدؤا بالإحساس بقيمة هذه الخدمة بعد تجمع كافة أحبائهم تحت سقف واحد.

و لكن الأمور لم تدم طويلاً من ناحية الخصوصية, فمنذ فترة قام فيس بوك بتغيير جذري لإعدادات الخصوصية لديه, حيث أصبح يتوجب على جميع المستخدمين إعادة ضبط إعدادات الخصوصية الخاصة بهم, فلم تعد بسيطة كما في السابق, بل أصبحت متشعبة و معقدة كما رآها البعض, و للأسف ندم الكثيرون على عدم الإهتمام بها عند تطبيقها, فقد عاملوها مثل معاملة تنزيل برنامج جديد, فأغلبنا يبحث عن زر الـ تالي و كأنه يبحث عن كنز مفقود, في الجزيرة التي قتل فيها خمسة عشر قرصاناً, و هو ما حدث في الفيس بوك, الكثير لم يهتم بتفاصيل الخصوصية لديه و أصبحت بياناته على العامة و أموره الخاصة يراها الجميع.

و بعد هذا التغيير أتت المزيد من التغييرات و لكن ما قد أعلن عنه في مؤتمر مطوي الفيس بوك f8 مؤخراً, عبر المؤسس و الرئيس التنفيذي للخدمة قد يكون إشارة للتوقف و التفكير مجدداً, حيث أعلن أن القيود التي كانت على مطوري برامج الطرف الثالث سوف تزال, بعدما كان من المسموح للبرامج من الإحتفاظ ببيانات المستخدم لمدة 24 ساعة فقط, فإنها الآن مدة مفتوحة, تمكن الحصول على معلوماتك من قبلهم, الأمر بالطبع جعل المطورين مسرورين و لكن بالطبع دق ناقوس الخطر بالنسبة للمستخدمين العاديين.

أغلب المستخدمين العاديين قد لا يعوا (يدركوا) أهمية هذه التغييرات بالنسبة لخصوصياتهم, فببساطة, قدرة البرامج على إحتواء بيانات المستخدمين في قاعدة بياناتهم, قد تعرض معلوماتك للخطر في حالة الهجوم على قاعدة بياناتهم أو الدخول إليها من قبل أشخاص غير موثوقين, بالرغم من أن فيس بوك لديهم القوانين الصارمة ضد إستخدام بيانات المستخدمين بشكل خاطئ, و لكن مع وجود أكثر من 500 ألف برنامج حالياً من يستطيع مراقبتهم؟

المشكلة التي أتكلم عنها دائماً حتى قبل هذه التغييرات بأنه هل فعلاً يمكننا من الوثوق بفيس بوك بالذات؟ إنه ليس كالبريد الإلكتروني الذي يحوي بعض الرسائل المهمة و الصور, إنه أرشيف كامل لحياتك بالصور و الفيديو في أيدي قد لا تكون آمنة, لذلك أنا حتى هذه اللحظة لست مستخدماً نشطاً في الموقع, لأنني ببساطة ضد الإستحواذ الكامل على معلومات المستخدمين من قبل جهة واحدة, لا نعرف خيرها من شرها, و لأعلمك بخطورة هذا الوضع يمكنك أن تقوم بالتجربة التالية:
قم بعمل حساب إضافي و قم برفع بعض الصور, و قم بعمل tagging للصورة لبعض أصدقائك, بعد ذلك قم بحذف حسابك من خلال إعدادات الفيس بوك, ثم قم بإعادة فتح حسابك فوراً أو بعد فترة لتجد الصورة ما زالت موجودة بكافة الـtagging الذي قمت بعمله عليها, فإن دل هذا الأمر على شيء, فإنه يدل على أن فيس بوك لا يحذف معلوماتك نهائياً.

الفيس بوك شبكة إجتماعية جميلة, لا انكر ذلك, و لكن أن تشعر بأنها مسيطرة على معلوماتك بشكل أو بآخر قد يبعد البعض عنها, و بالحديث عن السيطرة, أيضاً أطلق الموقع لأصحاب المواقع “زر” الإعجاب بصفحة معينة على الشبكة, فلو أعجبتك صفحة ما في موقع معين, يمكنك من خلال الضغط على هذا الزر أن تبدي أعجابك الفوري بالصفحة و سوف يظهر ذلك تحت صفحتك في الفيس بوك, قد تبدو عملية بسيطة و لا تختلف عن زر المشاركة السابق الموجود في مختلف المواقع, و لكن الفرق هنا أن زر المشاركة كان يقوم بتحويلك من الصفحة التي كنت تود مشاركتها إلى فيس بوك ثم توافق على المشاركة, أما في هذه الحالة (حالة زر الإعجاب) فإن هذا الكود الذي سوف ينتشر في أغلب المواقع عوضاً عن زر المشاركة, فإنه قد يكون مريب بعض الشيء, حتى لو لم تقم بإستخدامه, قد يستخدم في تتبع تحركاتك على الشبكة, فبعد البحث عن مزيد من التفاصيل حول هذا الأمر, تبين أن هذه هي جزء من منصة الـOpen Graph الجديدة منهم, و لكي يقوم اصحاب المواقع بتبنيها, يجب تضمين بعض الRDFa-formatted metatags في ترويسة موقعك, أي عند إرسال البيانات فإنها تمر على ما يسمى ببروتوكول Open Graph و هو شيء جميل لو كان لجميع الشبكات الإجتماعية و لكن تخصيصه لفيس بوك أثار تساؤل الجميع ما مدى الإنفتاح openness به؟ إنها على حسب قولهم, سوف تحول صفحات موقعك إلى كائنات لهذا البروتوكول.

أضف ذلك لزر الإعجاب بإمكانك ان ترة الصورة كاملة: فيس بوك أصبح مستوعب للشبكة, أي كأنه محتوى ضخم بداخله جميع صفحات المواقع, أن تنطلق منه لتشارك ما تقرأ و ما تكتب هنا و هناك.

أنا لا أريد أن أثير خوفك من الفيس بوك و لكن أريد إثارة إنتباهك لكمية المعلومات التي تشاركها و التحكم في مقدار هذه المعلومات في الشبكات الإجتماعية أو خارجها, و لكن مبدئياً بإمكانك تجنب استحواذ البرامج الخارجية في الفيس بوك على بياناتك من خلال الدخول لإعدادات الفيس بوك و تسجيل الخروج منها.

و بالنهاية إذا أعجبك هذا الموضوع لا تنسى أن تبدي إعجابك به “Like” لينتشر بين أصدقائك هناك و يصبح لديهم وعي اكبر, و أخبرنا رأيك حول ما تشعر به تجاه هذه الشبكة الإجتماعية الضخمة؟

إقرأ أيضاً:

مقالات ذات صلة

2 تعليقات

  1. Amrixor
    مايو 23, 2010 في 8:22 م

    السلام عليكم
    هناك شئ آخر إكتشفته بنفسي منذ فترة
    أنه إذا رفعت أي صورة علي الفيس بوك ثم حذفتها من علي الحساب و تحسب أنها حذفت بأنك لن تراها مرة اخري
    لا .. فالصورة موجودة بنفس الرابط الخاص بها
    و للتأكد .. إرفع صورة علي الفيس بوك ثم حملها علي جهازك و إنسخ رابط تحميلها في ملف نصي
    ثم إحذف الصورة .. و تأكد أنها حذفت
    ثم ألصق الرابط الذي نسخته في المتصفح و ستعرض لك

    هذا لا يعني إلا أنه
    لا يحذف أي شئ من حسابك

  2. محمد رفاعي
    أغسطس 30, 2011 في 4:04 ص

    لك جزيل الشكر والاحترام